Friday, April 17, 2009

صفحات إليكترونية

إتكأت على عكازتها المهترءة ببطء نحو شاشة المحمول .. لم يعد محمولاً فقد توقفت عن حمله منذ زمن بعيد، فيدها المبتلاة بالنقرس ورجليها بإلتهاب المفاصل لا تقويان على حمل ريشة. جلست على الكرسي وبدأت بطباعة صفحة بريدها الإليكتروني، أدخلت الرقم السري، جميع الرسائل موجهة من أختها، ولدها وصديقاتها، لكنها لم تستلم أي رسائل شخصية، كلها أدعية ونصائح .. ولكن رسالة جذبت إنتباهها .. موجهة من منتدى كانت تشارك فيه بنشاط .. نقرت على الوصلة وأخذتها إلى صفحة غريبة وقريبة .. صفحة قد تكون تغيرت الألوان فيها .. ولكن شيئا ما فيها يشعرها أنها تعرفها تماماً !ـ

تصفحت في المنتدى ، لم تتعرف على أي من المشاركين الجدد، ذهبت إلى صفخة البحث ، تذكرت إسمها المستعار وبدأت تبحث عن مواضيع كتبتها .. بعد أن نقرت على "بحث" .. ظهرت قائمة طويلة بمواضيع كتبتها .. مواضيع شاركت فيها وأناس عرفتهم من خلال مشاركتهم، أخذت تقلب الموضوع بعد الأخر .. ضحكت، بكت وغضبت .. أخذتها الصفحات إلى أيام كانت لحظاتها الإليكترونية ممتعة، غنية وسعيدة .. كانت تُعرف وتَعرف .. كانت تحمل هوية معروفة ومميزة .. .. كانت تشعر بذاتها وبشخصيتها أينما كتبت!ـ
حنت لتلك الأيام، فهي تنظر لنفسها اليوم وتحاول أن تتذكر متى كانت أخر مرة ناقشت موضوعا حيويا وتمسكت برأيها بحرارة؟ متى كانت أخر مرة لمعت وسط جمع من ال"شياب والعجاجيز"" وهي تقول رأيها بصراحة؟
تحسرت على الأيام القديمة .. ونظرت إلى حالها اليوم وهي عجوز ضعيفة لا تقوى على قلب صفحات كتاب .. نقرت على صفحة التسجل، وقررت أن تستعيد نفسها التى غاصت ي صفحات إليكترونية قديمة!ـ


تمت
_-----------------------------------------------------------------------

محاولة مستميتة مني لأعيد قلمي الذي جف مع الأيام للكتابة من جديد .. ليست بالجودة التي أتمناها ولكن رجاءً أصبروا معي علني أستطيع كتابة قصة ذات وقع يوماً ما! ـ

1 comment: